مروة الشاذلي تكتب: آن الأوان
تجتمع العائلة كالعادة نهاية كل أسبوع في حديقة القصر ليتبادل الآباء أمور حول العمل، فيما تتناوب النساء الحديث عن أحدث صيحات الموضة..
يالهم من سفهاء حقا كلما نظرت إليهم أشعر وكأنهم لا يريدون السعادة فهناك من يريد الثروة والغناء الفاحش، وهناك من يتسارع على ملكة جمال العالم.
أشعر بالملل كلما نظرت إليهم، لكن هناك عالما آخر يملؤه السعادة، نعم أحفاد تلك العائلة، ذهبت اليهم لخوض معركة من عالم صبيان صغير، نمرح ونلهو معا واستمع لبعض المزحات الساذجة، أراهم يبتسمون فابتسم، عالمهم صغير يشعرك بالدفء وأنت معهم.
انتبهت لصوت الصغار وهم يتشاجرون فأسرعت بالتدخل وفك النزاع بينهم
ثم تساءلت بحدة: لماذا تتشاجرون؟
رد الصغير وهو يبكي: يا چدي هي من بدأت
نظرت لها بكل حب وأنا أجثو إليها لأزيل بعض قطرات من دموعها المزيفة: حسنا إذا، لا تبكي واخبريني ماذا فعلتي؟
الصغيرة: لقد أعجبتني تلك الزهرة يا جدة فقطفتها
الصغير: هي تعلم جيدا أنني من أرعى هذه الزهور ويزعجني جدا قطفها.
الجد: حسنا اخبرني لماذا تنزعج وهي مجرد زهرة؟
الصغير: يا جدي، الزهور تحب من يرعاها جيدا، فتراها متفتحة تشع طاقة حيوية أكثر، وإن لم تجد من يرعاها تذبل حتى تتتساقط أوراقها ولا يبق منها أثر.
ابتسم الجد: أحسنت يا صغيري
نظرت الصغيرة للصغير وهي حزينة: خذها يابلال أعد لها الحياة مرة ثانية
غضب يوسف أكثر وهو يقول: قلت لك من قبل لا تقتربي من زهوري
تدخل الجد مرة ثانية: لقد فات الأوان يا مريم.
يوسف: ماذا تعني فات الأوان يا جدي
ضحك الجد كثيرا، ذلك الصغير يذكره بنفسه وهو في مثل عمره ثم قال: فات الأوان أعني، أن الوقت انتهي يا صغاري فالوقت ينفذ منا دون إرادتنا إن لم نصلح أخطاءنا في الوقت ذاته، فلم نصلحها فيما بعد
يوسف: لا يا جدي لم يفت الأوان بل قد آن الأوان.
ثم نظر لمريم مبتسما: آن الأوان ألا تقطفي الزهور مرة ثانية
ضحك الجد على ذكاء الصغير: أنت محق يا صغيري، قد آن الأوان أن نصلح من أخطائنا.. آن الأوان أن نسامح ونغفر للآخرين، ونحلق للأعلى بأحلامنا مرة ثانية لنحقق ما لم نقم بتحقيقه من قبل..آن الأوان كي نعاتب وننسي ما حدث البارحة..آن الأوان لنقاء قلوبنا مرة أخرى.
ثم نظر لأبنائه: آن الأوان أن ننتبه لابنائنا.. لا لم يفت الوقت بعد، لكن إن لم نسرع قد يفوت بالفعل.
يوسف: ياجدي ماذا تقول أنا لا أفهم.
ضحك الجد وهو يربت على رأسه: ستفهم عندما تنضج يايوسف
#مروة الشاذلي