الموقع بريس
جريدة اخبارية تهتم بكل جديد

آلاء عصام تكتب: في عالم موازٍ

0

سألت البنت نفسها في عالم موازي (ألستُ أحقَ بقلبٍ سعيد ؟؟) ثم بدأت بتذكر كل ما مرَّ عليها في حياتها، وفي وسط تلك الذكريات تذكرت شيئًا هو الأكثر ألما، وهو ذلك الجفاء الذي لم تعرف له سببا في يوم بينها وبين أمها، وصار كل ما تفكر فيه هو وقف هذا الجفاء بأي طريقة، تمنت في عالم موازٍ فقط إصلاح كل ماحدث بعد ان تذكرت كل هذا بدأت دموعها تزرف دون أن تدري وتمنت أن يحدث حوار بينها وبين والدتها لإصلاح تلك الخدوش التي بينهما .

توالت الأيام يوما بعد يوم وبدأت البنت تكبر، حاربت كل شئ وكل ظرف لتقف على رجليها ولتثبت للعالم بأسره انها تستطيع، وكل يومٍ كانت تتعرض لخبطات كانت تقويها لا تضعفها، كانت تواجه العالم بكل قوة بدأت تقوي وتقوي ولكن تلك الفجوة التي بينها وبين والدتها كانت تكبر بمرور الأيام ..

البنت مظهرها قوي للغاية ولكن داخلها هش ضعيف تحتاج الى احتواء، وفي يوم من الايام حدث ما كانت تريده أن يحدث.. نقاش بينها وبين والدتها أشبه بالتحدي.. الأم مستاءة للغايه لما تفعله البنت،  بل ترى أنه لا فائدة منه، بينما ترى البنت انه حلمها الوحيد الذي تتمناه، تريد ان تحقق ذاتها والام بدافع الخوف تريد ان تجعلها في قوقعة ولا تخرجها منها. بدأ النقاش يدخل فى نطاق الحدة ثم تحول الي عناد والعناد تحول الي أزمة من يفرض  رأيه…

الام ليست خاطئة وايضا الفتاة، ولكن الخطأ في اسلوب الحديث .. الام ظنت ان الفتاه انتصرت عليها وهي من فرضت رأيها …

والفتاه ظنت انها بهذا حلت كل شئ ولكن لم تعرف إحداهما أن هذا ليس انتصارا، بل هو دفاع عن حلم، انها بداية اللعنة ..

بدأ تخبط الفتاه من جميع نواحي الحياة، وكانت لا تستطيع ان تشتكي لأنها كانت إرادتها، وبدأت الأم في شعور بالكسرة وعدم الرغبة فى عمل الأشياء وكلا منهم يعاني ولكن بشكل مختلف .

كانت تتمني الفتاه في عالم مواز ان ترتمي في حضن أمها فقط كي ترمم ما كسر منها ولكن كانت تأبى فقط لعزة نفسها، كانت تخشي أن يقال عليها انها ضعيفة

وفي وقتٍ حان، التقيا ليصلحا ما حدث بينهما فتناقشا في حوارٍ اشبه بالعتاب

_الأم: اظن انك الان تستطيعي ان تعتمدي على نفسك

=الفتاة: (بداخلها : انا لم استطيع ان الم اشلائي انا اريدك بجانبي )

ردت عليها وهي تتظاهر بالتماسك : نعم الان تعلمت ان اعتمدت على نفسي ولكن…

لم تستطيع ان تكمل كلامها شعرت بأن دموعها تتجمع بداخلها

الام: شعرت بداخلها ان الفتاه ليست على مايرام فبدأت بالعتاب الذي كان أشبه بالوجع..

فقالت لها: انت من أردت ان تتخلي عن دورك كإبنة فكان من الطبيعي ان اتخلي عن دوري كأم

بدأت الفتاة تنهار بداخلها، كانت تريد ان تدافع عن نفسها، تريد ان تقول انتِ من صنعتي تلك الفجوة …

فردت: انا لم أتخل عن دوري ولم استطيع ان اتخلي عنكِ

انتِ مصدر الامان

انتِ مصدر القوة

انتِ من المفروض ان تكوني مصدر الحنان

قالت الام لها في حسرة : اصبحت قوية بدوني فتحملت تلك الحياة بدونك

الفتاة في انهيار شديد: اصبحت قوية واستطيع ان اقف وحيدة ولكن احتاج ان تقفي خلفي لتسانديني…!!

ثم حدث بالفعل ما يحدث دائما في العالم الموازي وارتمت الفتاة في حضن امها وبدأتاا معا في بكاءٍ شديد، لترمما خدوش بعضهما البعض، وعادت العلاقة بينهما كما كانت، ورجعت الفتاة الي حضن امها مطيعة ورجعت الام ترمم ما بداخلها بوجود ابنتها وحينها شعرت الفتاة انها في ذلك الوقت تمتلك قلبآ سعيدا

 

كلنا يستطيع أن يحقق ما يدور بداخله وما يحدث في عالمنا الموازي …بالفعل نستطيع ولكن -فقط- إذا أردنا

#في_عالم_موازي

#الاء_عصام

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.