مع قدوم فصل الشتاء من كل سنة، تتجدد معاناة سكان المناطق الجبلية مع قساوة البرد، خصوصا الأسر الفقيرة، التي تفتقد إلى الشروط الكفيلة لمواجهة انخفاض درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر.
في هذا السياق، تطلق جمعية “مستقبل بلادي” حملة تضامنية لجمع “الملابس والكتب..” لأطفال المناطق القروية والجبلية المعزولة، في إطار مشروعها الرامي لحماية الأطفال في وضعية صعبة وفك العزلة عن سكان المناطق الجبلية النائية.
وحسب رئيسة الجمعية صوفيا أغيلاس فإن هذه الحملة التضامنية المنظمة تحت شعار “يد في يد نتبرعوا بالقديم والجديد”، تهدف إلى تخفيف العبء عن الأطفال وأسرهم، خصوصا النساء، والتعبير عن روح التضامن معهم في ظل الظروف التي يواجهونها بسبب قساوة المناخ والتضاريس وتداعيات أزمة فيروس كورونا، وتشجيعهم على التعلم ومواصلة الدراسة..
وقالت أغيلاس إن هذه المبادرة تستهدف سكان الجماعات والمناطق القروية والجبلية المعزولة، بغرض المساهمة في فك العزلة عنهم، وتجسيد قيم التضامن الحقيقي مع سكان هذه المناطق.
ووجهت أغيلاس الدعوة، للأسر المغربية من أجل المساهمة في هذه الحملة الإنسانية بوضع الملابس التي لم يعد يستعملها أبناؤها في أماكن مخصصة لذلك من أجل إعدادها وتقديمها للأطفال المحتاجين في الأرياف والجبال قبيل حلول فصل الشتاء.
وأكدت أن التبرعات التي سيتم جمعها ستوزع عبر قافلة تضامنية، تهدف إلى إدخال السعادة على قلوب الأطفال المستفيدين من هذه الحملة، داعية إياهم إلى الاجتهاد في دراستهم حتى يصلوا لمبتغاهم.
وشددت أغيلاس على أن المؤسسة ستكون حريصة خلال عملية توزيع التبرعات، التي سيتم جمعها بمساهمة رجال أعمال وعدة فعاليات وطنية، على احترام كامل كرامة الأطفال المستفيدين، عبر إخبارهم أن “الملابس أو الكتب أو اللعب التي حصلوا عليها ليست صدقة، بل هي مكافأة وهدية لهم نظير تفانيهم في الدراسة.
وناشدت أغيلاس المسؤولين والمحسنين وجميع الهيئات الحقوقية والجمعيات المدنية بالعمل العاجل على فك العزلة عن سكان المناطق الجبلية النائية، حتى يشعروا بأنهم يحظون مثل باقي المغاربة بحقوقهم الإنسانية والدستورية المتمثلة في العيش الكريم وتوفير أقل متطلبات المعيشة.