الموقع بريس
جريدة اخبارية تهتم بكل جديد

نزيف النهضة يتواصل في تونس.. تصعيد مرتقب واستقالات

0

إيمان الحلبي

مع رفض رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أمس الخميس دعوة 100 قيادي من حزبه بعدم الترشح لرئاسة الحركة في المؤتمر القادم المرتقب عقده قبل نهاية العام الحالي، برزت إلى السطح نيته تنقيح قانون يمنعه من الترشح لفترة نيابية أخرى لضمان بقائه على رأس الحركة، ما يفتح الباب نحو تصعيد مرتقب داخل النهضة، مدفوع بتمسك الغنوشي بالسلطة.

فمؤخرا، اتسعت جبهة المعارضة من داخل النهضة لبقاء الغنوشي على رأسها وعلت الأصوات التي تدعو لاستبعاده من هذا المنصب وعدم تمديد ولايته لفترة ثالثة، في خطوة تدلّ على تصاعد حالة الرفض والاختناق الناجمة عن طموحات الغنوشي الذي عمّر طويلا في قيادتها.احتكار الحزب وتمويلاته

ويواجه الغنوشي انتقادات كبيرة داخل حزبه واتهامات باحتكار الحزب وتمويلاته والتفرّد بالرأي من قبل قيادات معارضة له باتت تشكل أغلبية بالحركة، وتدعوه إلى التنحي عن منصبه واحترام النظام الداخلي للحزب.

 

وبدأت تحركات الإطاحة بالغنوشي داخل النهضة، منذ شهر مايو الماضي، عندما طالبت مجموعةٌ من قيادات الصفّ الأوّل للحركة أطلقت على نفسها مجموعة “الوحدة والتجديد” بضمان التداول القيادي في الحركة، بما يسمح بتجديد نخبها وذلك وفق مقتضيات نظامها الأساسي والأعراف الديمقراطية وسلطة المؤسسات.

 

وضمّت المجموعة آنذاك، كلا من رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني، ومسؤول مكتب العلاقات الخارجية رفيق عبد السلام (صهر الغنوشي)، ومسؤول المكتب السياسي نور الدين العرباوي، ومسؤول مكتب الانتخابات محسن النويشي، ونائب رئيس مجلس الشورى مختار اللموشي، ومسؤول مكتب المهجر فخر الدين شليق، ونائب رئيس مكتب العلاقات الخارجية سهيل الشابي، ومسؤول المكتب النقابي محمد القلوي، وآخرين.

 

أكثر المسائل الخلافية

وتعد مسألة انتخاب رئيس جديد للحركة في المؤتمر القادم المتوقع عقده قبل نهاية العام الحالي، من أكثر المسائل الخلافية داخل حركة النهضة التي انقسمت إلى تيارين، أحدهما يرى في بقاء الغنوشي ضرورة ملحة لاستقرار الحزب في هذا الظرف المتوتر التي تشهده الساحة السياسية الداخلية والإقليمية، وجبهة معارضة تدعو إلى تغييره وضخ دماء جديدة في الحركة.

استبعاد القيادات المتململة

من جانبه رأى المحلل السياسي بسام الحمدي، أن الغنوشي لن يرمي المنديل بسهولة وينسحب من رئاسة الحركة، مرجحا أن يقوم باستبعاد القيادات المتململة والمعارضة لاستمراره من سلطة القرار، رغم أن هذه الخطوة قد تدفع بالنهضة نحو المجهول ومزيد من التفكك والتشظي، والتي قد تصل إلى تكوين حزب آخر ينبثق عن النهضة يضمّ القيادات المعارضة للغنوشي.

تغوّل عائلة الغنوشي

أما بخصوص دوافع توسع دائرة المعارضة للغنوشي داخل حركة النهضة، فأكد الحمدي في تصريح لـ”العربية.نت”، أن ذلك مردّه لوجود مخاوف وهواجس من تغوّل عائلة الغنوشي ومحاولة سيطرتها على الحزب، عبر صهره، رفيق بوشلاكة وابنته سميّة، التي يبدو أن لها طموحات سياسية أيضا بعد ظهورها مؤخرا في مشاريع إعلامية.كما أضاف أن هناك حالة من عدم الرضا داخل النهضة من خيارات الغنوشي واستفراده باتخاذ القرارات التي تهم الشأن الوطني وتهمّ تحالفات النهضة، حتى إن هناك عدم رضا على تحالفها الأخير مع حزب “قلب تونس”، إضافة إلى الاتهامات الموجهة إليه بسيطرته على موارد الحزب المالية.وتابع الحمدي مؤكدا أن الضغط الذي تقوده قيادات النهضة على الغنوشي ضغط جدّي يعكس وجود إرادة داخل الحركة لإزاحة الغنوشي الذي يحملوه مسؤولية تآكل الخزان الانتخابي للحزب وفشله في الانتخابات الرئاسية الماضية، من قيادة النهضة.

نقلاً عن العربية

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.